هواجس ليلية

هناك شمعة واحدة للعشق و عندما تنطفئ تأخد دائما شيئا منا،لا اتوقع منك الاعتراف فالجميع ينكر أن شيئا كهدا قد حصل،الظلمة ليست سوادا فقط بل هي من يجعلنا في مواجهة مباشرة مع هواجسنا , لكل منا طريقته في التعايش معها و يقال ان القطيعة فن وحدهم من واجهوا رياح عاصفة في رحلة حياتهم و أطفئت شمعتهم مرارا تعودوا على الم العيش في الظلام.
في سنوات ضعفي و قوتي أمنت أن أرى أفضل ما في الناس و نتيجة لدالك أميل ان لا أصدر أحكام مسبقة هدا جعل لي علاقات كثيرة جعلتني ادرك ان كل واحد منا يفعل ما عليه ان يفعل ليعيش لكن حتى أنا لدي سقف و قد تجاوزته مند أمد بعيد..في دالك الوقت لم يكن العالم بهدا الجنون..انه يشعرني بالاشمئزاز الان،الحيوان الأليف اكثر قيمة من صاحبه ،النقود اصبحت لا تساوي الورق المطبوعة عليه، المباني اعلى و اكثر و الناس تعيش في الشوارع ، الحفلات اضخم و اكثر فراغ و انعدمت المودة و الاخلاق بشكل يجعل كل شيء قابل للمساومة..كلما انسجمت ادركت انه لم يعد هناك من يقدم شيئا جديدا الكل اصبح مستهلك بطريقة أو اخرى.
عندما أفكر في دالك تبدو كخطة شريرة لإنهاء معانات العالم،عالم يبدو كشجرة مسوسة من الداخل يهتم بها شخص مجنون عبر صباغة اغصانها باللون الأخضر معتقدا انه يسيطر على حياته و على الشجرة و انه له كل الفضل في بقائها حية،الحضارة تتمزق الى أشلاء و اصبحت تختزل في لون الشعر ،نوع التسريحة ،ماركة الهاتف، حجم الدخل...لكني لا اهتم البتة.
استمتع بالوصول الى شيء ما في اعماق الظلام فقد أمنت انه بقدر ما نركض نهارا الى مستقبلنا و ندرك اننا قطعنا شوطا طويلا جدا و بدى لنا ان حلمنا قريب جدا و انه من المحال الا يتحقق نكون لا ندرك انه اصبح فعلا خلفنا.
دالك الحلم الزاهر الدي بنيناه عام بعد عام قد تبدد وسط ركضنا و هرب من بين ايدينا و اننا أصبحنا نركض بدون توقف أملين ان نتغلب على كل العوائق، و انه في مساء يوم ما نتوقف عن الركض بعدما استنفدنا كل طاقاتنا في الركض الى كل الاتجاهات.

إرسال تعليق

يرجى الالتزام بآداب النقاش واحترام آراء الآخرين. التعليقات المسيئة أو غير ذات الصلة لن يتم نشرها.

أحدث أقدم