بوح اواخر الليل

 معظم ساعات الليل أجلس أراقب العالم من بعيد قرب نار هادئة ..

في البعد أجد راحتي أقترب أحيانا لكني سرعان ما أبتعد أكثر لست إنطوائي لكني أجد نفسي أخسر إنسانيتي أكثر كل ما أقتربت كل ما تألمت كلما خدلت ..اجدني اصبحت اكثر قساوة أكثر عصبية و أقل تقة و إيمانا في من حولي إني أخسر أكثر مما أربح يا صديق، لجسدي جروح و جروح بارزة و ندوب من كل مكان ،شقوق تزداد اتساعا كل لحظة تفقدني الامل إن كان هناك بقايا أمل يا صديق ، لم أعد أبكي لا سرا و لا جهرا ، لم يعد هناك شهقات هناك فقط الكثير من الغصات تراكمت خنقت الصدر و لم يعد هناك صوت دا معنى .

الاحزان تأتي دون مواعيد مسبقة تلتهمك في صمت كل تانية و تقتل كل إبتساماتك دفعة واحدة ، لست وحدك ،الجميع يبحدث عن طريقة تخلصه من واقعه البائس ، يحلم ..يعمل..يحاول.. و يكرر المحاولة  و كله أمل في بؤس أقل ،الجميع تقريبا يا صديق خسر شيئا و خسر معه جزء منه..الجميع يا صديق فقد شيئا ما شخصا ما الجميع تجرع مرارة الحظ البائس بطريقة ما..في ما تفقد اسرة ما في مكان ما منزلها على أمل تعويضه..يفقد شخصا ما والده أو والدته في مكان قريب ما الى الابد.. يفقد حبيب حبيبه على أمل نسيانه بحب أقوى.. إنه وضع ميؤس منه ، إنني أكثر حزنا مما أبدوا عليه يا صديق أنظر الى عيوني إنها جافة كجسد الموتى.

في ظلمة الليل تتشابه القصص و الاحزان في ما إختار البعض مناجات ربه و هو كله إيمان أن الامر له من قبل و من بعد..تكون هناك أرواح ضاعت في الزحام تبحث و لا تعرف ما ينقصها فعلا،تصارع تسلك كل الطرق تحاول التعويض بكل ما وجد أمامها على أمل إيجاد الطريق الى الهدوء..انها أرواح ضائعة فعلا يا صديق.

كلهم يتشابهون ..إنهم مهمومون من شيئا ما..متعبون من قسوة الحياة و وحشة المكان..هاربون من ذواتهم و منكسرون بكثرة الخيبات..يشعرون بالاحباط من كل شيء و يعانون نفس ضيق الصدر كلهم يشبهونني و يشبهونك يا صديق بطريقة ما..إنني أكثر تعب مما كنت و أكثر قسوة مما كنت و أكثر تشائما مما كنت و إني أبتعد أكثر الى الشوارع الخلفية مما كنت و أصبحت أكثر هوسا بالغوص في غموض الظلام و وحدة المسير مما كنت..إبعاد الناس أصبح عندي أسهل من ربط صداقات معهم إنهم يخدلون بقوة الحقيقة و تكرار التجربة إني أكثر بعدا مما تعتقد يا صديق.

تقريبا لا تعرف عني أي شيء لكن يجب أن تعرف أني سبق و أن فزت و خسرت كل شيء ..و هدا تقريبا...تقريبا كل شيء.