أنا والنومُ خصمانِ في حلبةِ السهرْ
يُصارعُني كما تصارعُ الريحُ الشجرْ
تُثقِلني الذكرياتُ، كأنّها أمواجُ بحرٍ
أغرقُ فيها، ولا أملكُ للنجاةِ مفرْ
أسألُ الوسادةَ، هل تسمعُ شكاياي؟
فتصمتُ، كأنّ الصمتَ ردُّ القدرْ
تمرُّ في عقلي وجوهٌ قديمةٌ
وأسماءٌ دفنتُها في صفحاتِ العمرْ
وجهُ أمّي حينَ نادتني صغيراً
وصوتُ ضحكاتِ الأحبابِ في سَفَرْ
آهٍ يا ليلُ، كم تحبُّ أن تسألَني
عن كلِّ ما نسيتُهُ أو حاولتُ أن أُنكِرْ
أشعرُ كأنّني وحيدٌ في كونٍ شاسعٍ
والنجومُ تراقبني بلا إجابةٍ أو عذرْ
أحياناً أريدُ أن أصرخَ، أن أكسرَ صمتَك
لكنّ صوتي ينكسرُ في أعماقي كالجمرْ
تطاردني أحلامٌ، لا أعرفُها
تُخبرني أنّ الفجرَ لن يُطفئَ هذا السهرْ
فيا نومُ، أرجوكَ أن تأتي كضيفٍ خفيفٍ
وامسحْ عن عينيّ هذا التعبَ المُرْ
لكنّكَ قاسٍ، لا تأتي إلا عندَ الصبحِ
حينَ تَنهزمُ روحي أمامَ ضوءِ القمرْ
فأغفو أخيراً، وأناجي نفسي:
متى تُصبحُ لياليّ بلا شجنٍ أو كدرْ؟