خارج الزمن

في الأفق الضبابي الذي لا يعترف بالزمن،
أقفُ، جسدي مثقلٌ بأثقالِ الأسئلة،
أمامي كل شيءٍ، وخلفي لا شيءٍ،
أعيش في هوّةٍ، أستطيع فيها أن أسمع نبض الكون،
لكنني لا أستطيع أن أسمع صوتي.

هل كان الصمت هو الحقيقة أم أنني أعيش في وهمٍ مملوءٍ بالكلمات؟
هل الحياة مسرحٌ مفتوحٌ،
أم أن كلنا مجرد أدوارٍ مكتوبةٍ مسبقًا؟
أبحث في الوجوه،
فأرى خطوطًا غير مرئية تمتد خلف العينين،
أكاد أسمعهم يسألون:
"كيف نعرف أننا نعيش،
أم أننا فقط نمرُّ عبر الزمن، مثل أشباحٍ ضاعت على مرآةٍ مشوهة؟"

قلت: "أأنتُم تذوقون الحياة مثلما أراها؟
أم أن وجودنا هو مجرد محاكاة؟
ماذا لو كانت كل خطوةٍ، وكل لحظةٍ،
ليست إلا حلمًا من صنع عقولنا؟"

قالوا:
"هل تظن أن الإجابة قد تأتيك في بضع كلمات؟
أم أن الزمن نفسه هو الذي يضحك في وجوهنا،
يخدعنا ليعطينا وهمًا اسمه 'المعنى'؟
ما الذي يجعلنا نعتقد أن هذه الوجوه التي أمامنا
ليست سوى انعكاسٍ لأذهاننا المعزولة؟
هل من الممكن أن نكون، في عمقنا،
مجرد ظلال لأرواحنا،
نخوض معركة لا نهاية لها مع مساحات الفراغ؟"

أين يكمن النور؟
هل هو في قلب الظلام أم أن الظلام هو الذي يسكنه؟
هل أحتاج لوجودي لأعرف أنني موجود،
أم أنني لا أحتاج إلا لأن أسأل؟
إن كانت الإجابة في الأسئلة،
فلماذا تقاومها الأجوبة دائمًا؟

قالوا:
"أنت هنا، بين الحياة والموت،
لا تملك سوى الروح الهائمة بين الأبعاد،
تبحث في الفراغ عن الصمت الذي لا يُسمع،
بينما الحقيقة، هي ما تكتشفه في فوضى عقلك،
ولكنك، كما الجميع، لن تدركها حتى تكون قد عبرت."

وأنا، في تلك اللحظة،
أدركت أنني كنت في رحلةٍ لا تتوقف،
أنني لست إلا صورةً مهزوزة،
مرسومة على جدار الزمن،
وفي زحام الأسئلة التي تملأ الكون،
لا يمكنني أن أكون غير ما أنا عليه.

إرسال تعليق

يرجى الالتزام بآداب النقاش واحترام آراء الآخرين. التعليقات المسيئة أو غير ذات الصلة لن يتم نشرها.

أحدث أقدم