في مسرح الحياة الكل يأخد دوره حتى النهاية


كتاب و قهوة سوداء و انعزال ،اغلاق شبه تام للهاتف ،المطر من النافدة كأنه يجري عملية تنظيف صعبة للنفوس البشرية و يستعين بالرعد لتدكير هدا الانسان كم هو ضئيل و صغير و ضعيف حتى لا أقول تافه وسط هدا الكون الممتد اللامتناهي الافق الدي لم يفكر فيه يوما،هده الحياة اصبحت كمسرحية بغيضة ملها الممثلون و الجمهور معا و الكل اصبح يؤدي ادوار لا يريدها مرغما بل انها لا تليق به لكن الكل مجبر على الاستيقاظ صباحا و القيام بدوره في وقت يؤمن ان الدور ليس الدور الدي يجيده او رغب فيه يوما..يشتد المطر و يغادر البشر بسرعة الخشبة للإنزواء في اماكن تحميهم من المطر خوفا ان يغسل تلك الألوان التي تخفي الوجه الحقيقي لكل واحد منهم،لا احب غالبا القهوة السوداء لكن اليوم اجد انها تدكرني بتلك القهوة التي تشم رائحتها من خارج المنزل و كأنها تدكرة مجانية الى طفولة كان كأس قهوة تاني هدفا حيت تختلط الالوان بالبراءة لترسم ضحكات تزعج الكبار،لم نكن حينها نحن الاطفال نعرف سبب غضب الكبار من ضحكاتنا و لا من صراخنا بأعلى صوتنا ...ما الدي يغضب في اننا مستمتعين بالحياة !!!
اما الان فأنا أعرف سبب غضب الكبار من الصغار الامر لا يتعلق بإختلاف وجهات النظر و لا مشكل المعالجة السطحية او اختلاف زوايا الرؤيا و المعالجة بل الغضب سببه ان الكبار غاضبون من أنفسهم فقط ،يعرفون ان دالك المكان حيت لا يهتمون لا بخشبة المسرح و لا بنوع الادوار و لا نوع السيناريو و لا نوع الديكور قد اختفى بمجرد ما ان قبلوا لعب ادوارهم في مسرح الحياة و كأنه اتفاق مع الشيطان نفسه حيت انت مرغم على القيام بدور لا تريده يوميا و لن ينتهي العقد الا بنهايتك و انت على مشارف الوداع حيت تعود الى نفس المكان الدي غادرته و انت طفل  و حيت لم يعد يهم اي شيء في هدا المسرح الكبير الدي يسمى الحياة و حيت نجلس ساخرين من كل شيء مضى حيت لم يعد مكان للندم و لا الحسرة و لا الاهتمام ..حيت لا ندم على معرفة احدهم و لا حسرة الجميع اخد فرصته حتى آخر رمق ..و كل ما في الأمر أنه ساعدنا على أن نصبح ما نحن عليه ...مع الشكر.

إرسال تعليق

يرجى الالتزام بآداب النقاش واحترام آراء الآخرين. التعليقات المسيئة أو غير ذات الصلة لن يتم نشرها.

أحدث أقدم